البيتكوين تنتظر لحظة حاسمة

• • تختبر البيتكوين مستوى الدعم الحاسم البالغ 25,700 دولار وسط تغير المعنويات
  • قد يكون قرار سعر الفائدة الذي سيتخذه بنك الاحتياطي الفيدرالي بمثابة لحظة فاصلة بالنسبة للعملة الرقمية
  • في المقالة التالية، أقوم بتحليل العوامل الحاسمة التي يجب مراقبتها على مسار البيتكوين خلا الفترة المتبقية من العام

في الأسبوع الماضي، بدأت البيتكوين اختبار مستوى الدعم البالغ 25,700 دولار. في هذه الأثناء، ظل اهتمام المستثمرين قويًا، على الرغم من وجود تحول ملحوظ في المعنويات بعيدًا عن عتبة الدعم الحرجة هذه مع بداية الأسبوع.

في الأسبوع الحالي، ينصب تركيزنا بشكل مباشر على قرار سعر الفائدة المرتقب من بنك الاحتياطي الفيدرالي. وقد بدأ سوق البيتكوين هذا الأسبوع المحوري بمعنويات متفائلة إلى حد ما، لا سيما مع تجاوزه علامة 26,500 دولار، والتي كانت بمثابة نقطة مقاومة وسيطة خلال الشهر الماضي، وبدأت الآن في ترسيخ نفسها كمستوى دعم.

قد يدفع الزخم السائد البيتكوين نحو نطاق 27,200 دولار ثم  إلى 27,700 دولار، وهو ما يتوافق مع المتوسطين المتحركين لمدة 50 و200 يوم، خلال هذا الأسبوع. تتطلب هذه المنطقة بالذات مراقبة يقظة لأنها تمثل منعطفًا محوريًا يؤثر على المسار الجديد المحتمل للبيتكوين.

في المقابل، تجدر الإشارة إلى أن الأسبوع الماضي شهد حدوث ما يسمى بـ "تقاطع الموت" في تداولات البيتكوين، مع انخفاض المتوسط المتحرك لمدة 50 يومًا إلى ما دون المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم. في البداية، حفزت هذه الإشارة الهبوطية نشاط الشراء. ومع ذلك، من المتوقع أن تستمر النظرة الهبوطية طالما ظلت البيتكوين تحت منطقة المقاومة بالقرب من 27,000 دولار.

عندما نتفحص عمليات التقاطع المماثلة في الماضي، يظهر نمط متكرر. في حالة التقاطع الصعودي الذي شهدناه في فبراير (المشار إليه باسم التقاطع الذهبي)، كانت الاستجابة الأولية هبوطية. بعد ذلك، قام المشترون، الذين يعملون كدرع وقائي للمتوسط المتحرك لمدة 200 يوم وسط تقلبات السوق، بدفع سعر البيتكوين للصعود من أقل من 20,000 دولار إلى نطاق 30,000 دولار.

إذا قمنا بإعادة عقارب الساعة قليلاً إلى الوراء، يمكننا أن نلاحظ أنه بعد الانخفاض في يناير 2022، بالتزامن مع آخر ظهور لـ "تقاطع الموت"، تجسد رد فعل شراء مماثل تجاه المتوسط المتحرك 200 يوم.

بحلول مارس 2022، تمكنت البيتكوين من التعافي إلى مستوى 48,200 دولار، بما يتماشى مع المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم. ومع ذلك، فقد أثبتت أنها غير قادرة على تجاوز هذه العتبة، ودخلت بدلاً من ذلك في اتجاه هبوطي ممتد استمر طوال العام. في هذه المرحلة، بعد "تقاطع الموت"، تعرضت البيتكوين لانخفاض كبير في قيمة العملة، وسجلت في النهاية انخفاضًا بنسبة 60٪ بحلول نهاية العام.

بالنظر إلى آفاق عام 2023، مع الأخذ في الاعتبار انخفاض تقلب الأسعار في السوق الحالي، هناك احتمال أن تستمر الموجة الهبوطية في البيتكوين حتى تصل إلى مستوى 19,700 دولار، أي أقل بقليل من عتبة 20,000 دولار. ومن اللافت للنظر أن هذا المستوى يتوافق مع مستوى تصحيح فيبوناتشي 0.786 بناءً على الاتجاه الصعودي الذي لاحظناه في عام 2023.

علاوة على ذلك، أثناء دراستنا لهذا المسار، قد يعمل النطاق السعري بين 22,200 دولار و25,700 دولار (يمثل مستوى تصحيح فيبوناتشي 0.382) أيضًا كنطاق دعم كبير، مما يعكس أهمية مستوى تصحيح فيبوناتشي 0.618.

ولا شك أن تقييم مستويات الدعم الحالية سيتوقف على التطورات التي ستتكشف خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.

علاوة على ذلك، فإن قدرة البيتكوين على إنهاء الأسبوع بإغلاقات فوق مستويات المتوسط المتحرك حول نطاق 27,000 دولار يمكن أن تؤدي إلى إبطال السيناريو الهبوطي السائد. في الواقع، إذا تمكنت البيتكوين من العودة إلى منطقة 28,000 دولار وتثبيت أقدامها في هذه المنطقة، فإن ذلك سيشير إلى كسر الاتجاه الهبوطي قصير المدى الذي ظهر بعد الذروة في يوليو. مثل هذا الاختراق لديه القدرة على إشعال طفرة في الزخم، مما يدفع البيتكوين نحو نطاق 33,000 - 35,000 دولار.

باختصار، ستكون نتيجة رحلة البيتكوين إلى منطقة 27,000 دولار هذا الأسبوع، إلى جانب نشاط التداول اللاحق داخل هذه المنطقة، بمثابة محددات محورية للمسار الجديد للعملة الرقمية.

هناك عامل حاسم آخر يؤثر على تحركات البيتكوين هذا الأسبوع، وهو يدور حول قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن سعر الفائدة وتصريحات الرئيس باول. يكشف تحليل قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي الثلاثة السابقة بشأن أسعار الفائدة عن رؤى مثيرة للاهتمام: بعد زيادة بمقدار 25 نقطة أساس في مايو، أظهر سوق العملات الرقمية اتجاهًا هبوطيًا حتى الاجتماع اللاحق. في شهر يونيو، عندما أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية، واستجاب سوق البيتكوين بشكل إيجابي، مدفوعًا بديناميكياته الداخلية.

وبالانتقال إلى شهر يوليو، رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مرة أخرى بمقدار 25 نقطة أساس؛ ومع ذلك، في هذه المرة، ظل سوق العملات الرقمية غير منزعج نسبيًا من القرار. ونظرًا لموقف بنك الاحتياطي الفيدرالي الذي يمكن التنبؤ به والخالي من المفاجآت، يبدو من المعقول أن يشهد هذا الأسبوع اختبارًا لخط المقاومة وصولًا إلى 28,000 دولار، ويتوقف ذلك على الاعتقاد بأن أسعار الفائدة ستظل مستقرة.

ومع ذلك، لكي تتمكن البيتكوين من تثبيت الدعم بقوة عند 28,000 دولار، فإن ذلك سيتطلب المزيد من التطورات الإيجابية. ويرجع ذلك إلى أنه حتى لو اختار بنك الاحتياطي الفيدرالي ترك أسعار الفائدة دون تغيير، فإنه لا يزال يحتفظ بخيار رفع أسعار الفائدة مرة أخرى بحلول نهاية العام، وسيكون ذلك مصحوبًا بخطاب يشير إلى احتمال الاستمرار لفترات طويلة في ظل أسعار الفائدة المرتفعة. ويُنظر إلى مثل هذا السيناريو، مع ما يرتبط به من تكاليف أعلى، على أنه رادع محتمل لرغبة المخاطرة في الأسواق.

ومن ثم، يتم تكريس اهتمام كبير لحالة الموافقة على طلبات البيتكوين ETF الفورية، والتي من المحتمل أن تضخ رأس مال جديدًا في سوق البيتكوين. يمكن أن يؤدي الضوء الأخضر لمثل هذا المنتج المالي إلى زيادة الطلب على البيتكوين بشكل كبير، بغض النظر عن ديناميكيات السوق الخارجية.

علاوة على ذلك، فإن إصدار مثل هذه الأداة المالية قبل حدث التنصيف في عام 2024، والذي من المتوقع أن يقلل من المعروض من البيتكوين، يعتبر حافزًا قويًا قادرًا على إعادة تشكيل مشهد العملة الرقمية.