الرهان على القاع كبير جدا

إذا أمعنا النظر في تاريخ الدولار لوجدنا أن عبارة ونستون تشرشل في حق الحكومة الأميركية عندما قال أنهم ساقوا الكثير إلى الجحيم مقنعيهم أنها رحلة ممتعة صحيحة، وإن أمعنا النظر بالقيمة الحقيقة للدولار لوجدنا عبارة روبرت كيوساكي بأنه مجرد ورقة حقيقة، و إن راقبنا عن كثب سلوك الحكومة الصينية منذ فجر وجد فيه الدولار لأسرعنا بكل ما نملك للتخلص منه، ولكن إن أخبرتك عن العقول التي تعمل في الفيدرالي، والقدرات التي تملكها الحكومة الأميركية و الحيل التي لديها وكيف تجاوزت عقبات ظن حينها كل اقتصادي، وسياسي و أمير حرب أن الولايات إلى الحافة و الورقة قد بانت، لنسفت بكل مقال وحقيقة و راهنت على الفيدرالي بكل أزمة، وهذا تماماً ما يجعل الدولار قضية سياسية لا مالية، ومعضلة أقرب إلى تكون فلسفية تحت أثر نفسي لا اقتصادية، وأصعب من أن تدرك تحليله  باستخدام رسمات فنية غريبة.
 
آخر التطورات الفنية
على الرغم من توقعات الجماهير بأن الذهب إلى ارتفاع كبير في ظل تصاعد القلق في الشرق الأوسط، والرهان على خفض أسعار الفائدة إلا أن الذهب يفاجئ الجميع بصعود غير مستقر، ويخسر جميع الأرباح التي حققها في سويعات قليلة من صباح هذا اليوم  فبعد أن صعد الذهب خلال مساء يوم الأربعاء و صباح يومي الخميس و الجمعة نحو 2065، إلا أنه تراجع نحو 2024 مع وجود الكثير من الدلائل على استمرار هذا الهبوط إلى أكثر مما تتوقع.

آخر الأخبار وأثرها على السعر
" عصب الحرب هو المال"
  ونستون تشرشل
 
على الرغم من توالي الأخبار واحداً تلو الآخر إلا أنه يمكن البت بأن الأسواق جميعها دون أي استثناء أصبحت رهينة محورين لا ثالث لهما.
 
أولا: وتيرة الحرب في الشرق الأوسط
وهنا نرى أن الوتيرة بكل أسف بدأت تتصاعد من خلال تدخل عسكري للولايات المتحدة بشكل مباشر في كل من سوريا، العراق، والذي قد يقود إلى توسيع القلق بشكل أكبر مما نتوقع، وعلى رأي المنطق المبني على السلوك التاريخي للولايات فإن الولايات ستحاول توسيع الحرب بشكل أو بآخر وهذا لأنها غارقة في الديون فهي تبحث عن فدية لإخراجها من ديونها التي عبر عنها جيروم بأول في آخر خطاب له بأنها سبقت التقدم الاقتصادي، وهذا ما أقدمت عليه في كل حرب خاضتها في الشرق الأوسط على مدار آخر 100 عام إلا أن الوحيد الذي خالف هذه القاعدة هو ترامب حيث جعل المفاوضات باباً لأخذ المال بدلاً من الحروب.
 
ثانياً: أثر الرهان على خفض الفائدة بدأ يزول
إن التصريح الأخير لجيروم باول حول التضخم، والوضع الاقتصادي، يوضح أن فكرة خفض الفائدة أصبحت مستبعدة على الأقل نحو النصف الثاني من سنة 2024، وهذا ما يجعل الغلبة للدولار، و أضف على ذلك أن السياسة النقدية استخدمت آخر الحيل التي تملكها وهذا يجعلها تتوقف حتى تجد السياسة المالية الحل ومنه إلقاء عاتق التضخم، والديون على الحكومة الأميركية و الوزارة المالية لا على الجهة الفدرالية والتي قد تميل إلى البحث عن حلول كمية تخفف تفاقم التضخم و الديون  لحين إيجاد حل وهذا يكون من خلال التسييل الكمي الذي يتطلب الإبقاء على أسعار الفائدة كما هي.

الخلاصة:
" يكثر الكذب عادةً قبل الانتخابات، وأثناء الحرب"
 أوتو بسمارك
 
كل محور له أثر لا يستهان به على السوق ككل، ولكن كون المحوريين متضاربين فالأول يعزز صعود الذهب و الضغط على الدولار ، والثاني يعزز هبوطه لتكون النتيجة هي خروج السوق عن منطقه المعتاد الذي يقوم على قواعد كلاسيكية، كأن نقول أن الذهب و الدولار متعاكسان لنرى أن الفترة القادمة سيصعد كلاً من الذهب و الدولار إلى حين نقطة نرى فيها الدولار لم يعد يتحمل الضغط فينهار ويبقى الذهب صاعداً، وهذا السلوك نراه حقيقة في الحروب و قبل الانتخابات وهذا يفسر فنياً بأن السوق خاضع لأثر القطيع والذي يستمر لأيام ثم يزول و يظهر الأثر الكلاسيكي الحقيقي للاقتصاد علماً أن هذا الأثر يكون من خلال انتشار الأكاذيب التي تبرر أن الأسواق حقاً بخير.
 
التحليل الفني للسعر
" إن أفضل المتداولين يملكون عقلية قادرة على قياس أي توقع سواء كان عقلاني أم غير عقلاني وهذا تماماً ما يجعلهم يستمرون في السوق لأبعد لحظة ممكنة"  
  مارك دوجلاس
 
بالنظر إلى فنياً إلى الشارت نلاحظ:
1. تكتمل الموجة التصحيحية الرابعة  عند مستوى ( 2005 – 1985 ).
2. ما زالت أعلى منطقة لدخول صانع السوق هي عند مستوى ( 1985 – 2000).
3. إن ارتفاع الفوليوم عند مستوى 2030 يعود لدخول القطيع، وهذا يتوضح من خلال حجم العقود المفتوحة ضمن هذه المستويات، وهذا ما يبرر عدم استقرار السوق بعد صعوده من هذه المستويات ويجعله صعوداً غير آمن.




 
الخلاصة:
على الذهب أن يعيد اختبار مستويات متدنية مثل 2000 – 1985، وهي التي تشكل نقطة استهداف سعري لا يقل عن 2100 ، ومستوى شراء آمن، أما أي صعود دون ملامسة تلك المستويات يجعله صعوداَ غير آمن أي سيذهب خلال شمعة واحدة وهذا ما حدث تماما ً خلال الأسبوع الماضي وهذا يفيد مقامر أو مضارب يتقبل التداول بمستوى مرتفع جداً من المخاطر.
 
رأي المستشار المالي
عزيزي المتداول إن الآلية التي تقوم على تحديد أفضل سعر للشراء تشابه فطرة التجارة الطبيعية وهي الطريقة الوحيدة التي تقيك من شر تقلب الذهب العنيف، وهي العقلية التي تستطيع أن تحميك من أن تحجم نفسك فتكون ممن يحاول الربح بطريقة لا يرى أي اقتصادي أو متداول أو صاحب محفظة مخضرم أنها جيدة، لذا في الختام تذكر أن الذهب يحب أن تعامله بمستوى رفيع وبعقلية رفيعة حتى يقيك شر تذبذبه.
المستشار المالي عمر جاسم آل صياح
تابع أهم المستجدات والتوصيات عبر الحساب الرسمي لنا على التويتر، وترقبونا في مساء اليوم بسبيس مباشر للحديث عن أهم الفرص والنصائح لهذا الأسبوع.
X: @omarsyyah